السنكسار كيهك 14
- استشهاد القديس بهنام وسارة أخته
- استشهاد القديس امونيوس أسقف أسنا
- استشهاد القديس سمعان واباهور وأبامينا
- نياحة البابا خرستوذولس86
- نياحة القديس خرستوذولس السائح
1. استشهاد القديس بهنام وسارة أخته
في مثل هذا اليوم استشهد القديسان بهنام وسارة أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس. وذلك انه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل ، فرأي وحشا كبيرا فطارده مسافة طويلة ، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل ، فاضطر إن يقضي ليلته في مكانه ، فنام ورأي في نومه من يقول له " اذهب إلى القديس متي المسكين في هذا الجبل وهو يصلي علي أختك ( وكانت مصابة بمرض عضال ) فيشفيها الرب ". فلما استيقظ من نومه اجتمع بغلمانه ، وبحثوا عن القديس متي حتى وجدوه في مغارة ، فسجد بهنام بين يديه واعلمه بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه . وقد سبقه بهنام ومضي فاعلم والدته الرؤيا وبوجود القديس متي خارج المدينة ، ونظرا لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سرا. ولما وصلا إلى حيث القديس متي صلي عليها فشفاها الرب ، ثم وعظها وعلمها طريق الحياة ، وصلي ايضا فانبع الرب عين ماء ، فعمدها باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد ، وعاد إلى مكانه . ولما علم الملك سنحاريب بشفاء ابنته ، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها فقالت له " إن الرب يسوع المسيح هو الذي وهبها الشفاء علي يد القديس متي ، وليست الكواكب التي يعبدها هو " ، فغضب الملك علي ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح . ولما كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معا إلى القديس متي ليودعاه قبل موتهما ، فسارا إليه خفية مع بعض أصدقائهما ، وإذ علم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما ، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات . ولما عاد قاتلو بهنام وأخته ، وجدوا إن الملك قد أصابه روح نجس ، وصار يعذبه عذابا أليما ، فأرسلت الملكة إلى القديس متي متوسلة إن يحضر ، ولما جاء صلي عليه فشفاه الرب في الحال. واخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة ، ثم بني الملك للقديس متي ديرا عظيما ووضع فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته ، وسكن فيه القديس متي زمنا طويلا ، واظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء. صلاتهما تكون معنا امين .
2. استشهاد القديس امونيوس أسقف أسنا
في مثل هذا اليوم استشهد الاب العظيم الانبا امونيوس أسقف مدينة إسنا . وكان منذ حداثته حسن السيرة وذاعت فضائله . فرسمه الانبا بطرس بابا الإسكندرية أسقفا علي مدينة إسنا ، ولرغبته الشديدة في الوحدة بني ديرا علي حافة الجبل بجوار عين ماء ، واعد مغارة كان يقيم فيها طوال الاسبوع . وينزل يوم السبت إلى الكنيسة ، ويقوم بخدمة القداس يوم الأحد ، حيث يجتمع به شعبه ، فيعظهم ويفصل في قضاياهم ، ويمضي معهم يوم الاثنين ايضا ثم يعود إلى مغارته مداوما علي النسك والعبادة . وقد استشهد في أيامه عدد كبير من شعبه . وذلك انه لما ذهب إريانوس الوثني إلى الصعيد ، كان في طريقه يضطهد النصارى ، ويكلفهم بالسجود للأوثان ، ومن خالف عذبه ثم قتله . واستمر كذلك حتى وصل إلى مدينة إسنا ، وعند دخوله وجد أربعة من الصبية يسوقون دوابا تحمل بطيخا . فسألهم أحد جند الوالي عن معتقدهم فأجابوه " نحن نصارى " ، فقبضوا عليهم . ولما علمت أمهم أسرعت إليهم وكانت تشجعهم وتقول للجند " نحن نحب يسوع المسيح ولا نعبد أصنامكم المرذولة " ، فأمر الوالي باعتقالهم في السجن ، وفي نصف الليل ظهرت السيدة العذراء لهذه الأم وقالت لها " اعلمي إن ابني المخلص والرب قد دعاك أنت وأولادك السعداء سروس وهرمان وبانوف وبسطاي إلى الملكوت السمائية. وأعطتها السلام ثم صعدت إلى السماء .و لما كان الصباح ، استحضرهم الأمير ، وعرض عليهم عبادة الأصنام فرفضوا بأباء وشجاعة ، فقطع رؤوسهم ، وكان ذلك في السادس من شهر بشنس ، واخذ المؤمنون أجسادهم ودفنوها في بيتهم . وظهرت من أجسادهم جملة عجائب وآيات . وكان بالمدينة أربعة أراخنة يقومون بجباية الضرائب . وإذ كانوا يقدمون لاريانوس حساب عملهم ، حدث إن ذكر أحدهم اسم المسيح ، فغضب إريانوس عند ذلك وأمر بتعذيبهم . وإذ رأي قوة صبرهم أمر بقطع رؤوسهم فكملوا شهادتهم في اليوم السادس من شهر بؤونة ، واستشهد معهم عدد وفير من النساء والرجال والرهبان . ولما ذهب إريانوس إلى أرمنت هرعت إلى هناك امرأتان اسمهما تكلة ومرتا من أهل إسنا ، واعترفتا أمامه بالمسيح ، فالتفت إلى من حوله من أهل أرمنت قال لهم " كيف تقولون إذن انه ليس في مدينتكم نصراني واحد " ، أما هم فقد بحثوا حتى علموا إن المرأتين من إسنا ، فقالوا له " انهما غريبتان عن مدينتنا المحبة للملوك والآلهة " . فأمر بأخذ رأسيهما في اليوم السابع عشر من شهر أبيب . أما القديس امونيوس فقد ظهر له ملاك الرب وهو في البرية وقال له " السلام لك يا امونيوس . الرب قبل صلواتك عن شعبك ، وهيأ لكم الأكاليل ، فقم وانزل وعظهم إن يثبتوا علي الاعتراف بالسيد المسيح " ، وأعطاه السلام وانصرف عنه . فنهض القديس وأسرع بالنزول إلى المدينة ، وجمع الشعب ووعظهم واخبرهم بما قاله له الملاك . فصاح الجميع " نحن يا أبانا علي استعداد إن نتحمل علي اسم المسيح كل عذاب حتى الموت " . واتفق عيد القديس اسحق في ذلك اليوم ، فصعد بشعبه كله إلى جبل كاتون ، الذي تأويله جبل الخيرات ، واحتفلوا هناك بالعيد . أما إريانوس فقد رحل من أرمنت إلى قرية تسمي حلوان غرب إسنا ، فخرج أهلها إليه واعترفوا باسم المسيح ، فأمر بقطع رؤسهم ، ونالوا إكليل الشهادة . ودخل إريانوس المدينة وسار في شوارعها فلم يجد بها شخصا واحدا ، حتى وصل إلى الباب القبلي المسمى "باب الشكر" ، لان الأسقف كان قد صلي هناك مع شعبه صلاة الشكر . فوجد امرأة عجوز لم تستطع الصعود معهم إلى الجبل . فسألها الوالي عن أهل المدينة فقالت له " لقد سمعوا إن الوالي الكافر قادم إلى المدينة ليقتل النصارى ، فصعدوا إلى الجبل للاحتفال بالعيد ". فقال لها من هو معبودك من الآلهة ؟ فأجابته : " انا مسيحية " . فأمر بقطع رأسها ، وخرج من المدينة يقصد الجبل ، فوجد جماعة في مكان يقال له "المبقلة" فقتلهم ، ثم جماعة في قرية تسمي "جرماجهت" فقتلهم ايضا . وغيرهم في مكان يقال له "سرايا" فقتلهم كذلك . وكان يقتل في طريقه كل مسيحي يصادفه حتى وصل إلى الجبل ، وهناك قابله الشعب بصوت واحد قائلين " نحن مسيحيون . فهددهم وإذ لم يصغوا لتهديده ، أمر جنده إن يستلوا سيوفهم ولا يبقوا علي أحد منهم . فكان الواحد منهم يقدم ابنته إلى السياف ويقول لها تقدمي إلى العريس الحقيقي الذي لا يموت . وكان الجميع يتقدمون إلى السياف قائلين " نحن ماضون إلى الفرح الدائم في ملكوت السموات " ، وكملوا شهادتهم في التاسع عشر من شهر أبيب. أما الأسقف فانهم قبضوا عليه وأحضروه أمام إريانوس فأمر بغضب إن يربط خلف الخيل ثم أخذه معه إلى أسوان . وفي عودته إلى إسنا قابله ثلاثة رجال ، وكانوا يصيحون " نحن نصارى ". فقال الجند لقد حلفنا إلا نجرد سيوفنا هنا . فقال لهم الرجال : هذه فؤوسنا معنا . فاخذوا منهم الفؤوس ووضعوا رؤوسهم علي حجر بجوار باب المدينة البحري وقطعوها بالفؤوس ونالوا إكليل الشهادة . أما الاب الأسقف امونيوس فقد وضعوه في مؤخرة المركب وكان إريانوس يخرجه من حين لأخر ويطلب منه التبخير للآلهة فيرفض . وأخيرا أمر بحرقه فنال إكليل الشهادة في اليوم الرابع عشر من شهر كيهك ، واخذ جسده بعض المؤمنين وكان سالما لم تصبه النار بأذى ، وكفنوه وأخفوه حتى انقضي زمن الاضطهاد ، حيث أتى أهل كرسيه يريدون نقله إلى مدينتهم ، فسمعوا صوتا من الجسد يقول " هذا هو المكان الذي اختاره لي الرب ".
صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا ، ولربنا المجد دائما ابديا امين .
3. استشهاد القديس سمعان واباهور وأبامينا
في مثل هذا اليوم استشهد القديس سمعان الذي من منوف العليا في ايام العرب ، وتذكار شهادة القديسين أباهور وأبامينا . شفاعة الجميع تكون معنا امين .
4. نياحة البابا خرستوذولس86
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا خرستوذولس86. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .
5. نياحة القديس خرستوذولس السائح
في مثل هذا اليوم تنيح القديس خرستوذولوس السائح ، وكان من مدينة عين شمس ، وفي أحد الأيام أتت إليه إمرأة حسنة الصورة جميلة الطلعة ، وقدمت له آنية من ذهب مهشمة ، وبدأت تخادعه ، فكشفت عن يديها وقالت له " يا معلم اعمل لهذه الأصابع خواتم ، ولهاتين اليدين سوارين ، ولهذا الصدر صليبا ، ولهاتين الأذنين قرطين ، فقال لها انا اليوم مريض ، وفي الغد لتكن إرادة الله ، ثم قام لساعته وجمع كل أدواته ومضي إلى بيته ، وبدا يعاتب نفسه قائلا " يا نفسي لست اقوي من القديسين أمثال مقاريوس وأنطونيوس وباخوميوس وغيرهم الذين هربوا من العالم وسكنوا البراري ، فاهربي من هذا العالم إن أردت الخلاص ، ثم قص ما جري له علي والدته وسألها بدموع غزيرة إن تسمح له إن يمضي إلى البرية ، فقالت له " إن كان الأمر كما ذكرت فأرشدني أولا إلى دير أترهب انا فيه ، وأنت فليكن الرب معك " ، فأخذها إلى أحد أديرة الراهبات وسلمها لرئيسته ، وقدم لها حاجتها من المال ، ثم وزع ما تبقي علي المساكين ومضي نحو الجبل ،و بعد مسيرة ثلاثة ايام ابصر ثلاثة رجال وبيد كل منهم صليب ، يشع منه نور أبهى من نور الشمس ، فقصدهم وتبارك منهم وسألهم إن يرشدوه إلى ما فيه خلاص نفسه ، فأرشدوه إلى واد به أشجار مثمرة وعين ماء عذب ، فلبث به عدة سنين ، مداوما علي تلاوة المزامير والصوم الكثير ، وكان يقتات من ثمر أشجار هذا الوادي.
و لما عجز الشيطان عن التغلب عليه ظهر لقوم أشرار في زي بربري وقال لهم " إن هناك كنزا عظيما في الوادي ، وقد عثر عليه شخص وهو مقيم بجواره ، هلموا معي لأريكم إياه " ، فتبعوه إلى الجبل ، ولكنهم لم يستطيعوا إن ينزلوا إلى الوادي ، فذهب الشيطان في زي راهب إلى القديس خرستوذولوس وقال له " في اعلي الجبل رهبان ضلوا الطريق وقد أعياهم التعب وكاد يقتلهم العطش ، فهلم إليهم ننزلهم ليأكلوا ويشربوا ويحيوا ، فرسم القديس علامة الصليب علي وجهه كعادة الرهبان ، وللحال تحول الشيطان إلى دخان وغاب ، وهكذا كان دائما يتغلب علي الشيطان بعلامة الصليب ، وكان يتزايد في عبادته حتى بلغ سن الشيخوخة ، ولما دنا يوم انتقاله اقبل إليه الثلاثة السواح الذين أرشدوه إلى الوادي فصلي الجميع معا ، وبعد إن تباركوا من بعضهم البعض قالوا له " الرب أرسلنا إليك لتخبرنا بسيرتك لنسطرها فائدة للاخوة ، فاخبرهم بكل ما حدث له ، وبعد إن مرض قليلا تنيح بسلام فصلوا عليه وواروا جسده التراب ، صلاته تكون معنا امين .